غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
ما فتئ قادة العدو الصهيوني يهددون بمواصلة عمليات الاغتيال والتصفية بحق رجال المقاومة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة، في الوقت الذي نفذت فيه قوات الاحتلال عمليات اغتيال جبانة خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرين إلى أن تلك الاغتيالات وعمليات القتل لا تعني خرقًا للتهدئة؛ في مناورة والتفاف على الحديث عن وجود تهدئة ميدانية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني.
التهدئة بمفهوم صهيوني
مصادر أمنية صهيونية كانت قد ظهرت أمس تؤكد أن إعلان التهدئة لا يعني وقف عمليات "الجيش" للقضاء على "الإرهابيين" - على حد قول المصادر الصهيونية - الذين يشكلون خطرًا محتملا أو لديهم نوايا لتنفيذ عمليات ضد "إسرائيل".
ونقل راديو الجيش الصهيوني عن تلك المصادر قولها: إن "إزاحة بعض من تلك العناصر سيؤدي إلى تثبيت التهدئة وحالة الاستقرار لقطاع غزة وإسرائيل وذلك في ظل توارد معلومات استخبارية عن نوايا تنفيذ عمليات".
وكان أيهود باراك وزير الحرب الصهيوني قد حمّل حركة حماس المسؤولية عن أي عمليات مقاومة تنطلق من قطاع غزة.
تناقضات صهيونية
من جهته شن رئيس لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست" شاؤول موفاز مساء الأحد هجومًا حادًا استنكر من خلاله سياسة حكومة العدو الصهيوني تجاه التصعيد العسكري الأخير في قطاع غزة، داعيًا خلال اجتماع للجنته مع رؤساء المجالس في البلدات الصهيونية القريبة من غزة جيش الاحتلال إلى استئناف سياسة الاغتيالات هُناك.
وتأتي تصريحات موفاز بعد ساعات من سريان تهدئة غير معلنة بين الاحتلال من جهة والمقاومة الفلسطينية التي أكدت حقها في الرد على خروقات الاحتلال من جهة أخرى.
ونقلت "هآرتس" عن موفاز قوله: "لا أجد أي مسوغ لكي لا تفهم القيادات أن على "إسرائيل" أن تقرر سياستها لا أن تقررها حركة حماس، لدينا جيش، والأوساط السياسية في إسرائيل قادرة على التنفيذ".
وأضاف: "كان علينا أن نجبرهم على دفع الثمن بعد هذا التصعيد؛ لأن قوة الردع "الإسرائيلية" آخذة بالتآكل منذ انقضاء الحرب الأخيرة على غزة قبل عامين، لا بد أن قوة الردع هذه ستكون أكثر صعوبة في المستقبل إذا لم تقف إسرائيل على أخطائها".
حماس ترسم جدول أعمالنا اليومي
وتابع رئيس أركان الاحتلال ووزير الجيش السابق قائلا: "أرى أن حماس والجهاد الإسلامي هي من باتت ترسم لنا جدول أعمالنا اليومي، وخاصة جدول مليون "إسرائيلي" في منطقة الجنوب، وبقاء نحو 100 ألف طالب في منازلهم خشية الصواريخ الجمعة الماضية".
واستنكر موفاز ما أسماه "اختباء إسرائيل" وراء القبة الحديدة خشية من الصواريخ، بينما ينعم أهالي غزة بحياة عادية هنيئة، على حد وصفه.
الاحتلال سيواصل الاغتيالات
وللتعليق على هذا الموضوع يعلق الدكتور عدنان أبو عامر الخبير في الشئون الصهيونية ويقول أنه ليس في وارد جيش الاحتلال خوض مواجهة مع المقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة، ولكنه سيستمر في تنفيذ سياسة الاغتيالات والتي ستأخذ إجماعا "إسرائيليا" وعلى مستويات واسعة، وإنهم يقولون أن هذه السياسة ستنجح.
وأكد د. أبو عامر في حديث خاص لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" أن الاحتلال "الإسرائيلي" يشعر أن حالة الردع التي كما يقول حققها خلال الحرب العدوانية على غزة قد تلاشت وضعفت لاسيما بعد مواصلة إطلاق الصواريخ على "إسرائيل" وبمدى أبعد.
إرباك الساحة الفلسطينية
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تقول للعالم أنها لم تخرق التهدئة، مبينًا أن قوات من الجيش قد تلتزم التهدئة كالمدفعية والبحرية، بينما سيواصل سلاح الجو والطائرات بالاستمرار في سياسة الاغتيالات ضد رجال المقاومة.
وتوقع أبو عامر أن جيش الاحتلال ربما يعمد خلال المرحلة المقبلة إلى تفعيل بعض خلايا العملاء والقوات الخاصة من أجل تنفيذ بعض الاغتيالات في صفوف المقاومة الفلسطينية الميدانية وبالتالي جعل المقاومة تتراجع وتدافع عن نفسها بدلا من الهجوم، وفي المقابل سيحاول الاحتلال من خلال ذلك إحداث إرباك في الساحة الفلسطينية.