أماه ماذا قد يخط بناني ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا قد يخط البنان في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق حبيبة الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟
أما براءتها فقد برأها الله من فوق سبع سماوات ومن أصدق من الله قيلا فهل يكون بعد تبرئة الله شك وهل تحتاج الشمس إلى دليل فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟
وأما طهرها وعفافها فقد بلغت فيه الغاية حتى نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في لحافها ؛فهل بعد هذا الطهر طهر ؟ أم هل في هذا الطهر ريب ؟
وأين العقول عن التدبر والتفكر في امرأة بكر اختص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم فلم ينكح بكراً غيرها ،ولم تعاشر رجلاً حلالاً غيره ،فكيف تُظن بها الظنون أن تعاشر بالحرام مالم يقع لها بالحلال حاشاه ثم حاشاه .
أما كونها اختصت بهذا البلاء دون سائر أمهات المؤمنين ،فذاك لحكم عظيمة تحدث أهل العلم عنها قديماً وحديثاً ومازالت قابلة للتأمل والتدبر فمن هذه الحكم :
أن عادة الله في البلاء أن يبتلي الأنبياء بأشد البلاء ؛فيبتليهم في أغلى
وأحب الناس إليهم ؛فإبراهيم أُبتلي بالأمر بذبح محبوبه إسماعيل ويعقوب
أُبتلي بالتفريق بينه وبين محبوبه يوسف ،ومحمد صلى الله عليه وسلم أُبتلي في أحب الناس إليه عائشة رضي الله عنها .
وأما هي رضي الله عنها ففي هذه الحادثة تأكيد على فضلها على سائر أمهات المؤمنين عدا خديجة ،وبيان لفضل أبيها رضي الله عنه الذي لم يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم بلاءٌ فيما أعلم إلا ناله جزء منه .
وتأكيد على فضل بيت الصديق الذي أعطى الأمة درس في الصبر والتسليم ؛فلما قالت عائشة رضي الله عنها أجب رسول الله يا أبي ...
أجيبي رسول الله يا أمي ...
قالا جواباً واحداً
والله ما ندري ما نقول لرسول الله) ؛لأنهما يعلمان أن رسول الله أعلم منهما ؛فلا دفاع بحمية بلا علم وإن كان اليقين على براءتها مستقر في النفوس .
وتأمل كيف مر شهر ولم يواجه أحد عائشة رضي الله عنها بما قيل فيها أما الأكثرية فهي أجل في عيونهم من أن تقع في هذا الأمر ؛حتى قال أبو أيوب لأم أيوب رضي الله عنهما :أكنت تفعلينه يا أم أيوب ؟
قالت :معاذ الله ؛قال :فوالله لعائشة أكرم وأتقى منك .
وأما من خاضوا في الإفك فلم يكونوا يستطيعوا أن يواجهوا رمز العفة بمثل ما قالوا .
وتأمل أيضاً قدر عائشة عند ربها فلم تعلم عن ماقيل فيها خلال شهر كامل ؛فلما علمت لم يمض يوم كامل حتى نزل الوحي ببراءتها .
فلله در حبيبة الحبيب صلى الله عليه وسلم زوجته في الدنيا والآخرة الصديقة بنت الصديق الأم العفيفة والصحابية الجليلة والعالمة الرشيدة والقدوة الرفيعة 0وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .