السلام عليكم
أخى :.. المسلمون لله الواحد القهار تلك بعض المواقف من حياة الحبيب محمداً (صلى الله عليه وسلم) الغنية بالمواقف العظيمة .. المواقف الحانية .. المواقف العبقرية .. المواقف التى يجب أن نتخذها قدوة فى جميع حياتنا وأحوالنا فنحيا معها عسى أن يهدنا الله بها إلى خير الدّارين (الدنيا والآخرة).. فدعوة لنا جميعاً حتى نعود لقدوتنا وسيدنا رسول الله فنرى كم لاقى من الأذى والآلام حتى نصبح مسلمون ولنرى بعض معجزاته حتى يعى كل قلباً ويفتح الآذان له بأنه (صلى الله عليه وسلم ) نبى الله وخاتم الرسل وكما قال هو وصدق عن نفسه واخبر يوم حنين (أنا النبى لا كذب أنا بن عبد المطلب) صدقت يا حبيبى يا سيدى يا رسول الله.
الكذابين
لما فتحت خيبر أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود فجمعوا له فقال إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه فقالوا نعم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم من أبوكم قالوا فلان فقال كذبتم بل أبوكم فلان قالوا صدقت قال فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا فقال لهم من أهل النار قالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا ثم قال هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم قال هل جعلتم في هذه الشاة سما قالوا نعم قال ما حملكم على ذلك قالوا أردنا إن كنت كاذبا نستريح وإن كنت نبيا لم يضرك .
ابن صـــــوريا
أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهود فقال : أخرجوا أعلمكم فقالوا : عبد الله بن صوريا فخلا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فناشده بدينه وما أنعم الله به عليهم وأطعمهم من المن والسلوى وظللهم به من الغمام أتعلمني رسول الله ؟ قال : الله نعم وإن القوم ليعرفون ما أعرف وأن صفتك ونعتك لمبين في التوراة ولكنهم حسدوك .قال فما يمنعك أنت : قال: أكره خلاف قومي وعسى أن يتبعوك ويسلموا فأسلم .
أحــــرج ساعــــة
بعد سقوط ابن السكن بقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى القرشيين فقط , ففى الصحيحين عن أبى عثمان قال : لم يبق مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فى بعض تلك الأيام التى يقاتل فيهن غير طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبى وقاص , وكانت أحرج ساعة بالنسبة إلى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وفرصة ذهبية بالنسبة إلى المشركين , ولم يتوان المشركون فى انتهاز تلك الفرصة , فقد ركزوا حملتهم على النبى - صلى الله عليه وسلم - وطمعوا فى القضاء عليه , رماه عتبة بن أبى وقاص بالحجارة فوقع لشقه , وأصيبت رباعيته اليمنى السفلى وكلمت شفته السفلى , وتقدم إليه عبد الله بن شهاب الزهرى , فشجه فى جبهته , وجاء فارس عنيد هو عبد الله بن قمئة فضرب على عاتقه بالسيف ضربة عنيفة , شكا لأجلها أكثر من شهر , إلا أنه لم يتمكن من هتك الدرعين , ثم ضرب على وجنته - صلى الله عليه وسلم - ضربة أخرى عنيفة كالأولى , حتى دخلت حلقتان منحلق المغفر فى وجنته , وقال : خذها وأنا ابن قمئة . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يمسح الدم عن وجهه : أقمأك الله .
وفى الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته , وشج فى رأسه , فجعل يسلت الدم عنه ويقول : كيف يفلح قومٌ شجوا وجه نبيهم , وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله , فأنزل الله عز وجل : {ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون }.
فأما سعد بن أبى وقاص , فقد نثل له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنانته , وقال : ارم فداك أبى وأمى . ويدل على مدى كفاءته أن النبى - صلى الله عليه وسلم - لم يجمع أبويه لأحد غير سعد .
ولما تجمع المشركون حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومعه نفر من الأنصار . قال جابر : فأدرك المشركون رسول الله e فقال : من للقوم , فقال طلحة : أنا , ثم ذكر جابر تقدم الأنصار , وقتلهم واحداً بعد واحد بنحو ما ذكرنا من رواية مسلم , فلما قتل الأنصار كلهم تقدم طلحة , قال جابر ثم قاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه , فقال : حسن , فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - لو قلت : بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون , قال : ثم رد الله المشركين .
اذهبوا فأنتم الطلقاء
لقد انتظر أهل مكة الذين كفروا بالله وأخرجوا رسوله وحاولوا قتله وآذوه وآذوا أصحابه وحاربوهم انتظروا جميعا بعد فتح مكة أقل شىء منه وهو أسرهم مثلا وإن اقتص لقتلاه ولبعض ما فعلوه معه فسوف يقتلهم أو يصلبهم أو يعذبهم ولكن الكريم لا يفعل إلا ما يليق به فلما فتح الله عليه مكة قال لقريش:"ما تظنون أنى فاعل بكم؟ "قالوا: خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء، لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لى ولكم".
أسئلــــة وشبــــه
كان هؤلاء اليهود( فى إرهاقهم النبى - صلى الله عليه وسلم - وإعناته بالأسئلة وإثارة الشبه) على غاية من المكر واغتنام الفرص التى يظنون أنها تشد من باطلهم.فحاولوا( مرة) أن ينزعوا من النبى - صلى الله عليه وسلم - على حين غفلة- شهادة بأنهم على الحق بنص القرآن، فتقدموا اليه - صلى الله عليه وسلم - بهذا السؤال فقالوا.. يا محمد، ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا من التوراة، وتشهد أنها من الله حق؟ قال.. بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخذ الله عليكم من الميثاق فيها، وكتمتم منها ما أمرتم أن تبينوه للناس، فبرأت من إحداثكم، فقالوا( والمغالطة تقودهم) فإنا نأخذ أيدينا. فإنا على الهدى والحق، ولا نؤمن بك ولا نتبعك، فأنزل الله تعالى فيهم.
" قل يا أهل الكتاب لستم على شىء حنى تقيموا التوراة والإنجيل، وما أنزل إليكم من ربكم، وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً، فلا تأس على القوم الكافرين".