تحقيقات أجهزة الأمن فى حادث«القديسين»: المتهم حدد لـ«جيش الإسلام» ٦ كنائس فى الفيوم والإسكندرية.. ورفض المشاركة فى التنفيذ
كتب يسرى البدرى ٢٦/ ١/ ٢٠١١
كشفت تحقيقات أجهزة الأمن فى قضية حادث كنيسة القديسين فى الإسكندرية، أنه تم القبض على أحمد لطفى إبراهيم، المتهم المصرى فى الحادث، بمسكن والده فى الرياض بالتعاون مع سلطات الأمن السعودية، وتم التحقيق معه أكثر من مرة هناك، وكذلك فى القاهرة بعد وصوله.
وأضافت التحقيقات والتحريات الأمنية أن المتهم أقر فى اعترافاته الكتابية باعتناقه أفكار تنظيم القاعدة، وأنه ساعد عناصر فى تنظيم جيش الإسلام الفلسطينى والذين تعرف عليهم بعد تسلله إلى قطاع غزة، وأقر بأنه كان يتواصل معهم عن طريق شبكة الإنترنت، وأنه أمدهم بمجموعة من الصور الخاصة بكنيسة القديسين التقطها بالقرب من مسكنه المجاور للكنيسة، توضح مداخلها، وعناصر تأمينها من الخارج، موضحاً أنه التقط الصور على ٤ أيام متتالية، وكان فى كل مرة ينتظر خلو الشارع من المارة، أو وقت الصلاة، ويقوم بعملية التصوير، وكان يرسل الصور عبر الإنترنت.
وأكدت التحقيقات أن تنظيم جيش الإسلام الفلسطينى فى غزة، والمرتبط بتنظيم القاعدة، خطط لتنفيذ هذه الجريمة، وأنه استعان بلطفى الذى بدأ التعاون معهم منذ عام ٢٠٠٨ عند فتح المعبر ودخل القطاع متسللاً، وقدم نفسه إليهم على أنه شاب يريد الجهاد عبر شبكة الإنترنت، وأن لديه قناعة كاملة بأفكار تنظيم القاعدة، وبفرضية الجهاد، وأنه وجد فى المواقع الجهادية ما جعله على اقتناع كامل بأن استهداف دور عبادة المسيحيين واليهود يعتبر ضمن فرضية الجهاد، وأن اطلاعه على المواقع الخاصة بهم، ساعده بشكل كبير فى سرعة التعرف عليهم، وأصبح الاعتماد عليه كبيراً، وأنه بدأ التواصل مع التنظيم بعبارة «أنا مرتبط بأفكاركم ومعتنق لها وأتمنى التواصل معكم»، وبعدها تم التواصل عن طريق البريد الإلكترونى، والتعليق على بعض الموضوعات المنشورة على شبكة الإنترنت، وكان الاعتماد على التعليقات الأكثر استخداماً.
وقال المتهم فى اعترافاته أمام الشرطة إنه يعتنق أفكار الجهاد المرتبطة بتنظيم القاعدة، وإنه فضل الجهاد بعد أن تركته أسرته إثر انفصال والدته عن والده، واستقرار والده فى السعودية وزواجه من أخرى، وإن حياته تحولت كثيرا عقب دخول والدته مستشفى الأمراض النفسية والعصبية وبقائها فيها لمدة ٧ سنوات.
وقالت مصادر أمنية مطلعة على التحقيقات، إن ضبط المتهم جاء بعد تردد اسمه فى التحقيقات التى أجريت مع أعضاء خلية إرهابية ألقى القبض عليها قبل أيام من حادث كنيسة القديسين، وقالت إن لطفى يتواصل مع تنظيم جيش الإسلام، فتم تفتيش مسكنه فى الإسكندرية ٣ مرات، وتبين مغادرته البلاد عن طريق مطار برج العرب إلى السعودية، فتم إجراء عدة اتصالات مكثفة مع السلطات السعودية عن طريق جهاز سيادى، وقدمت الرياض المساعدة للوفد المصرى الذى سافر لتسلم المتهم، موضحة أن شقيقته لم تكن تعرف أثناء تفتيش المنزل أن شقيقها مطلوب فى حادث كنيسة القديسين، وكانت تعتقد أنه تفتيش عادى ضمن الإجراءات التى شهدتها المحافظة عقب الحادث.
وأضافت المصادر أنه عقب القبض عليه فى الرياض وتسلمه، تم استجوابه فى سرية تامة دون معرفة والده الأستاذ الجامعى، فاعترف بخط يده بأنه مرتبط بتنظيم جيش الإسلام فى غزة، وسافر إليهم عام ٢٠٠٨ والتقى قيادات التنظيم هناك، وعاد إلى مصر وظل على تواصل معهم عبر الإنترنت، وتم تكليفه برصد مجموعة من دور العبادة فى بعض المحافظات، منها الفيوم، والإسكندرية، فحدد المتهم ٣ أماكن يمكن استهدافها فى الفيوم، و٣ أخرى فى الإسكندرية، إلا أن التنظيم استبعد الفيوم، وطلب منه وصفا كاملا للأماكن الثلاثة فى الإسكندرية، وهى كنيستا القديسين، ومكسميوس، والمعبد اليهودى، وبعد أن وقع الاختيار على القديسين طلب التنظيم صوراً لها، وبعد إرسالها طلبوا منه المساعدة فى تنفيذ العملية، وتدبير شقة وسيارة، إلا أنه رد عليهم بعبارة «المكان موجود، لكن الاستشهاد أفضل»، لافتة إلى أنه كان يقصد أن يكون العمل انتحارياً، فرد عليه التنظيم بقوله: «هنيئا لك الاستشهاد»، فرد عليهم: «أنا ممكن أساعد بس، والتنفيذ عليكم».
وأكدت المصادر أن المتهم لا يعلم شيئاً عن المنفذين، لكنه يعلم أن جيش الإسلام الفلسطينى يضع قاعدة تقول «المنفذون لعمليات فى مصر لا يكونون من عناصر مصرية»، وأكد أن التنظيم سبق له تنفيذ حادث تفجير المشهد الحسينى الذى أودى بحياة سائحة فرنسية، وإصابة آخرين، وأشارت التحقيقات إلى أن منفذ العملية قتل، وأن قوة التفجير أدت إلى تحويل الجثة إلى أشلاء.