صراعنا مع إسرائيل
حرب المخابرات
( مكافحة التجسس)Encounter Espionage
دور المواطن Citizen Participation
باحث في الشؤون الإستراتيجيةStrategic Affairs Expert
نظرة عامة على التجسس الإسرائيلي
الصراع العربي الاسرائيلي يأخذ أبعادا و أساليب متعددة و هي لا تقف عند حد فمنها الصراع العسكري المباشر بأية وسائط قتالية يستخدمها كلا الطرفين وصولا الى الحروب الاقتصادية و الحصار و غيرها من الأساليب و كذلك الحرب النفسية عبر وسائل الإعلام المختلفة و كذلك أيضا الحرب الخفية و هي التجسس بكافة أساليبه البشرية و التقنية و المباشرة و غير المباشرة.
العدو الاسرائيلي اهتم بهذه الناحية في نشاطه العدائي في مواجهة بعض الدول العربية حيث أن هناك أنظمة عربية قد عملت من قبل نشوء الدولة الإسرائيلية على تجنب التورط في الصراع الذي كان متوقعا حدوثه و هي كدول مخترعة ضمن اتفاقيات مثل سايكس بيكو أو غيرها لا تمتلك اتخاذ قراراتها السياسية دونما تسلط أو توجيه من الدول الراعية لها و بالطبع فهذا يحدد قطعا من هم في صراع مع إسرائيل أو حول ماذا يكون الصراع.
البحث في نشوء أجهزة المخابرات الإسرائيلية و العربية هو محاضرة مستقلة و تقتضي الكثير من الوقت في حين أن هذه المحاضرة ستغطي أساليب التجسس خاصة البشرية مباشرة أو غير مباشرة منها مع إلقاء إطلالة على الأساليب التقنية و التي هي أساسا في متناول الاختصاصيين و تحت صلاحيتهم و بالتالي فالشخص العادي له مسؤولية غير مباشرة للتصدي لهذه الأساليب.
الأساليب المختلفة المستخدمة من جانب العدو الاسرائيلي هي أساليب ليست خارقة و ليست مخترعة من قبل المخابرات الإسرائيلية و هي تعتمد على نقاط الضعف الإنسانية العادية و تلك التي يمكن ملاحظتها لأي دارس لعلم النفس و لعلم الاجتماع و لديه خبرة ليست بالضرورة أن تكون واسعة في التفتيش على نقاط الضعف في المجتمع المستهدف عامة و في الأفراد المنتمين إليه بصورة منفردة
فكرة عامة عن المخابرات الاسرائيلية (1)
الموساد أو الهيئة التي يصطلح على كونها إدارة المخابرات العامة و نشاطها محدد أساسا خارج اسرائيل و لديها محطات اتصال قائمة في كافة السفارات الاسرائيلية كما تتولى التنسيق بين كافة أجهزة المخابرات الأخرى و نشاطها عام و ليس مركزا على المعلومات العسكرية بل يشمل الأشخاص و التكنولوجيا و الاقتصاد و الصحة و الزراعة و غيرها مع ملاحظة أن وحدات الاغتيال تتبع الموساد لكنها منتقاة من من نخبة المظليين أو لواء غولاني و يشترط في أفرادها إتقان اللغة العربية عادة أو لغات أخرى أيضا و هي تتبع رئيس الوزراء مباشرة و وحدة كاموميت هي قسم الجاسوسية المباشر.
الأمان و هي جهاز المخابرات العسكرية و نشاطها مختص بالمراقبة المستمرة للجيوش العربية و المنظمات التي تقاتل ضد اسرائيل كحماس و الجبهة الشعبية و حزب الله و غيرهم كما توجد لديها مراكز مراقبة تتركز على الجبهات و الجولان بصورة خاصة و لديها ذراعها الخاص داخل الوحدات العسكرية الاسرائيلية لكنه لا يظهر نشاطا كثيفا أو علنيا غالبا و تعد تقييمات الأمان هي المصدر المعتمد في احتمال وقوع الحرب و لقد فشلت في أداء هذا الدور في حرب 73 و كذلك حرب 82.
الوحدة 8200 شيكلوت و هي وحدة التجسس الالكتروني و هي تخدم التجسس على كافة الاتصالات العربية أو غيرها كما تقوم بتحليل كافة الشفرات الملتقطة و تلاحق اتصالات المسئولين العرب مستفيدة من كافة امكانيات حلف شمال الأطلسي و الأقمار الصناعية الأميركية قبل أن تطلق اسرائيل أو قمر صناعي خاص بها عام 1988 و كانت جزءاً من الأمان لكنها فصلت عنه في الستينات و هي تخدم كافة الأقسام مع ملاحظة أن فنيي التجسس الالكتروني يخدمون في كافة الأقسام.
الشاباك أو اختصارا الشين بيت و هو جهاز الاستخبارات الداخلي و مهمته أساسا الكشف عن المقاومين ضد اسرائيل و شبكات التجسس العربية أو غيرها كما يقوم بمراقبة الحركات التي تضم إسرائيليين معادين لدولة اسرائيل و كافة عمليات الدهم و المطاردة حتى الاغتيال تتم بتخطيط من هذا الجهاز و يركز على توظيف يهود مغاربة و يمنيين في وحدات سميت وحدات المستعربين أو يحاول باستمرار تجنيد عملاء له بين عائلات المقاومين مستخدما أية أساليب ممكنة كما انه يتولى التحقيق مع المعتقلين و بالطبع فالأساليب الشنيعة المستخدمة في التحقيق تجعل أبو غريب أشبه بمنتجع شهر عسل.
وحدة الحرب النفسية و الدعاية العامة و هي لا يشار إليها كثيرا لكنه تمتلك كما يبدو صلاحية التدخل في كافة المواد التي يجري بثها أو نشرها كما تقوم بتجنيد هيئات إعلامية و تنسق مع دور النشر و تمول إنتاج الأفلام و تفبرك الوثائق مثل كذبة العرض الكريم الذي قدم لياسر عرفات على مائدة المفاوضات و التي نشرتها معظم الصحف الغربية في تواطؤ متدن للغاية و كما يبدو فهذه الوحدة كانت تتبع الموساد لكنها فصلت عنه و أصبحت وحدة مستقلة في الستينات.
فكرة عامة عن المخابرات الاسرائيلية (2)
وبشكل عام، كانت سنوات الخمسينات من القرن الماضي بمثابة سنوات "تأسيسية" لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، حيث تم إرساء مجموعة من المبادئ والإجراءات لا تزال تؤثر عليها حتى الآن، ويتمثل أهمها فيما يلي:
أ- انتقال تبعية أجهزة المخابرات "المدنية" لمكتب رئيس الوزراء: فأجهزة المخابرات الإسرائيلية التي تشكلت منذ بدايتها وفق نموذج المخابرات البريطانية، القائم على أن كل أجهزة المخابرات تكون تابعة لوزارات مختلفة في الحكومة قد تغير وضعها، ليخرج الموساد من تبعيته لوزارة الخارجية، ويخرج الشاباك من تبعيته لوزارة الدفاع، ويتحولا إلى هيئتين مستقلتين تابعتين لرئيس الوزراء.
ب- تقسيم مسئوليات الأجهزة الاستخباراتية على أساس "جغرافي": فكل العمليات خارج إسرائيل تم إسنادها إلى الموساد، أما العمليات داخل إسرائيل فتم إسنادها إلى الشاباك، واضطلع "أمان" بالعمليات في الدول ذات الحدود مع إسرائيل، وقد ساهم هذا التقسيم في تنظيم عمليات أجهزة المخابرات في السنوات التالية، وأصبح اليوم أيضا أحد الأسس الرئيسية المنظمة لعمل المخابرات الإسرائيلية.
وثمة لجنة خاصة بالموساد تجتمع أسبوعيا يطلق عليها اختصارا (وادات)، وهي لجنة تختص بتنسيق السرية والتجسسية خارج وداخل اسرائيل, ورئيس (وادات) هو رئيس الموساد الذي يطلق عليه زملاؤه اسم (مأمون), أما أعضاء لجنة (وادات) فهم مدير جهاز المخابرات العسكرية (أجافي مودين) الذي يسمى (آمان), ومدير جهاز الأمن الداخلي الذي يسمى (شيروت بيتاخون كليالت) ويسمى اختصار (شين بيت) أو (شاباك)، ومدير مركز الأبحاث الإستراتيجية والتخطيط بوزارة الخارجية المتخصص في التجسس الدبلوماسي، ومعهم أيضا مدير قسم العمليات الخاصة لإدارة الشرطة (ماتام)، والمستشارون الشخصيون لرئيس الوزراء في الشؤون السياسية والعسكرية وشؤون المخابرات ومكافحة الإرهاب, وخلال هذا الاجتماع الأسبوعي ترسم السياسة الأمنية لإسرائيل داخليا وخارجيا.
النموذجان الرئيسيان لاستخدام العملاء
عملاء التجسس المباشر
لديه عقدة ما أو أكثر تدفعه للخيانة بصورة مباشرة و قد يقع ضحية الابتزاز.
غالبا ما يتلقى تدريبا مستمرا من المنظمة التي يخدمها و يعمل مقابل أجر مادي عادة.
قد لا يكون في مركز اجتماعي سياسي أو عسكري أو اقتصادي عادة لكنه صديق مقرب من ذوي المراكز.
يحظى أحيانا بالكثير من الفرص للتراجع لكنه لا يجرؤ على ذلك غالبا.
بحال اقترب من الانهيار أو الانكشاف تقوم أجهزة المخابرات غالبا بتصفيته.
معرض لأن يكتشف أمره بسبب نشاطه أكثر من المتورط في التجسس غير المباشر.
عملاء التجسس غير المباشر
عقدته قابلة للاستغلال لكن لا تجعله مطواعا الى حد التجسس المباشر.
لا يتلقى أي تدريب من المنظمة لكنه من خلال موقعه تحظى المنظمة بالمعلومات المطلوبة.
غالبا له مركز ذو أهمية بالنسبة للمنظمة.
لا يعرف أبدا أنه كان يخدم منظمة تجسس إلا بحال انكشاف أمر الشبكة و وصول التحقيق إليه.
بحال اكتشف شيئا قد يثير شكوكه تقوم أجهزة المخابرات بتصفيته أيضا.
التجسس غير المباشر أمر يعد كشفه ضربة حظ غالبا أكثر منه جهد أجهزة مكافحة التجسس.
نقاط الضعف في المجتمع العربي
أبرز نقطة تستغلها أجهزة المخابرات الإسرائيلية و كذلك مخابرات حلف الأطلسي المتعاونة معها هي الجنس فهي حاجة بشرية طبيعية متجددة و كل رجل أو امرأة معرض للوقوع في فخ من هذا النوع خاصة الرجل و بالطبع فهناك الكثير من الأساليب التي يجري استخدامها لتطويع المستهدف كان أبرزها التقاط الصور و التسجيلات و خلافها من الأساليب لكن اللغز هو في نقطة البداية و كيفية اصطياد كل شخص تحددها عاداته اليومية و الأساليب التي يمكن التعامل من خلالها معه دون أن يشك أو يرتاب فيمن يتعرف عليهم أو يلتقي بهم.
الحاجة المادية نقطة ضعف حيوية يتم من خلالها اختراق نسبة كبيرة من الأشخاص فحب الامتلاك و الرفاهية و أساليب الترف الغربية لها جاذبيتها الكبيرة و بالطبع فالإنسان الأتي من البيئة العربية هو مرشح أيضا ليتم تطويعه عبر الإغراء المادي و غالبا ما يبدأ ذلك بالأسلوب الغير مباشر بادئ الأمر و هناك حالات عرض فيها بعض الأشخاص الحاقدين على مجتمعهم خدماتهم على المخابرات الإسرائيلية بصورة مباشرة مع ملاحظة أن هذه الأخيرة لا تثق بهؤلاء فورا بل تختبر ولائهم لجيوبهم أولا مع عدم منحهم أية صلاحية للتعامل مع الشبكات الإسرائيلية أو معرفة أية معلومات حساسة عن جهاز المخابرات الاسرائيلي.
حالات الانهيار الاجتماعي و الانحراف المختلفة التي تميز المجتمع العربي و لعل مبعثها الأساسي هو في مشكلة خسارة حالة التآلف الاجتماعي التي كانت عنصر الصلابة الأساسي في حياة المجتمع العربي اليومية و انتقاله لمحاكاة نمط الحياة في المدينة دون استناد حقيقي على منجزات الحياة العصرية و ركائزها و كافة خدماتها و هذا بالطبع يسبب حالة من الإحباط العام تؤدي الى كراهية الفرد للمجتمع و قابلية كبيرة بالتالي لانحراف و الدخول في نشاطات غير مشروعة فتخريب أية خدمة عامة بحجة أنها مال دولة هو نوع من الخيانة الغير مباشرة.
العقد الدينية التي تعتبر مرضا مزمنا في المجتمع العربي و الانتماء الى جمعية دينية أو الاستفادة حتى من خدماتها هي أحد أبرز الأساليب التي يمكن تجنيد أشخاص من خلالها و كذلك فقلق بعض المنتمين الى مجموعات دينية محدودة العدد قد كان أحد أبرز الأساليب التي يمكن استغلالها لتجنيد أي شخص أو تطويعه و هناك بالطبع أشخاص يصل بهم التعصب الى حد إضفاء هالة غير واقعية على معرفتهم الدينية مما يرشح هؤلاء بسهولة للوقوع في فخ التجنيد فالعزف على نقطة ضعف كهذه كانت له نتائج فعالة في تجنيد الألوف من الأشخاص في ارتكاب مجازر بشعة بدون مبرر على الإطلاق.
ظاهرة صراع الأجيال التي تصل الى حد التدمير الذاتي و هي ناشئة عن أسباب كثيرة لا مجال للبحث فيها لكن محاولات إثبات الوجود تنتهي غالبا بأن يصبح الشخص انتهازيا الى حد تسقط معه أية قيمة إنسانية أو منطقية مقابل تحقيق ما يتصوره انجازا لنفسه وفرضا لوجوده أمام الآخرين أو تسيدا عليهم و نجد هؤلاء قد يتقدمون الى أجهزة الاستخبارات عارضين خدماتهم في حالات كثيرة.
نقاط الضعف في الشخصية العربية تحديدا
حب الظهور بصورة مرَّضية و محاولة لفت الأنظار و تتجلى برغبة سخيفة في البقاء محط الأنظار و في مركز الاهتمام.
الكرم الاستعراضي هو نتيجة تفاعل عقدة الفقر و حب الظهور مع موروث عربي يرجع الى زمن البداوة والتنقل بالطبع فالكرم و السخاء في التعامل مع الأشخاص يجعلهم طوع أية طلبات و الإجابة على الأسئلة التي تريدها أجهزة المخابرات.
المجاملة المتطرفة و هي مشكلة خطيرة يصعب علاجها حيث أنها تحولت من رقي يبتعد عن جرح شعور الآخرين الى كذب لا يعرف حداً و بالطبع فهذا يسهل أخذ معلومات و الدخول الى أمكنة محظورة على الأشخاص العاديين.
الجهل باللغات الغربية على اختلاف الحضارات الغربية التي تستخدم التواصل بهذه اللغات و كذلك فكراهية العربي شبه الغريزية لإسرائيل لم تشجع الا عددا محدوداً على تعلم لغة العدو.
الجهل و بصورة عامة بمدى تقدم العدو و عدم الاعتراف بقوته و كثرة المصادر أو المعلومات التي تيسر نشاطاته العسكرية و المخابراتية بصورة خاصة أو على العكس تماما فالعدو ذو تفوق خرافي و لديه أساليب و معدات لا نظير لها.
الانبهار الغير طبيعي بأساليب الحياة الغربية و بكل ما هو مفبرك ليعطي انطباعا عن الغرب و خاصة عبر وسائل السينما قديما و الانترنت حاليا خاصة الأجيال الشابة المحدودة الخبرة و الاستيعاب و التي لديها الكثير من الثقة الزائفة بالنفس.
التطرف الديني مشكلة خطيرة جدا جعلت تجنيد هؤلاء المتطرفين أمرا طبيعيا و سهلا فالعقل الجبري الغائي هو أكثر قابلية للاستغلال من عقل يتقبل النقد و يتعلم من تجارب الآخرين و يحاول التطور من حالة الى حالة أفضل.
الفردية المرضية هي أحد نواتج حب الظهور عادة لكنها أيضا نتاج الهزيمة الداخلية و الانطواء و هي تمنع الشخص من الإحساس بحاجات الآخرين و تجعله يعيش في عالم من أوهامه الخاصة حول كيفية انجاز الأشياء أو الحصول عليها و بحال كونت المخابرات عنه فكرة واضحة فهي ستتسلل إليه بسهولة تامة و هذا يخدم غالبا التجسس غير المباشر.
فشل الأشخاص و المجتمع معا في استيعاب حاجات المبدعين و المخترعين يجعلهم صيدا ثمينا لا تتردد أجهزة المخابرات في استهدافه و هؤلاء للأسف من فرط تركيزهم على هدفهم العلمي لا ينتبهون الى الخطر المحيق بهم.
الخطوات الأولى قبل بدء عملية التجنيد
o تحديد الشخص المستهدف و أسباب الاستهداف فمثلا من يعمل مديرا لمؤسسة حكومية تختلف أسباب تجنيده عن شخص يعمل كمحاسب في شركة خاصة أو عن شخص يدير ملهى ليليا أو شركة للمقاولات و كذلك فمن يدير جمعية دينية أو تتبع تجمعا قوميا كل هؤلاء يعيش حياة لها ظروفها التي تختلف كليا عن الأخر و في حالات معينة هناك عملية تجنيد الهدف منها هو خدمة أعمال التجسس غير المباشرة فالمهربون مثلا يجري تجنيدهم بهدف تهريب العملاء و تمرير أجهزة الاتصالات و الأسلحة والمتفجرات دون أن يعرفوا شيئا يذكر عن أهمية و خطورة ما يقومون بتهريبه غالبا.
o بدء المراقبة غير المباشرة للشخص المستهدف و دراسة سلوكه اليومي و منبته الطبقي و الاجتماعي و أول ما يتوجب ملاحظته هو مدى تآلف هذا الشخص مع المجتمع المحيط به أو عداؤه لهذا المجتمع و معرفة أسبابها عاداته اليومية، وضعه المادي، تدينه، هواياته، عقده، أسرته، زوجته، أولاده، و غير ذلك و بكل أسف أؤكد أن اكتشاف شبكات المراقبة هو في أغلب الحالات أمر غير ممكن عمليا و السبب أنهم لا يقومون بالتورط في العمل التجسسي بصورة مباشرة و لن يشك فيهم أحد غالبا مع ملاحظة أن ذلك حدث في عدد من الحالات التي لم يكن فيها جهاز المخابرات الإسرائيلية ناجحا كما يدعي هذا الجهاز عن نفسه أبرزها قديما شبكة القاهرة التي وقعت في قبضة جهاز الأمن المصري في الخمسينات و حاليا قضية المبحوح التي كشفت على الأقل معظم الأفراد الذين غطوا على عملية الاغتيال.
o بعد جمع معلومات كافية عن الشخص يجري وضع الخطة المناسبة ليبدأ التعامل معه تدريجيا و يعتاد على وجود شخص أخر مقرب منه سواء أكان هذا الشخص رجلا أو امرأة فبحال كان المستهدف يقود جمعية دينية فأول ما يقوم به العميل هو الانضمام إليها و تقديم تبرع كبير ماديا مثلا مما يجعله موضع ترحيب الجميع و يبدأ باكتساب ثقة قائد هذه الجمعية و هو بطبيعة الحال سيلتزم كافة طقوسها و يبدو للجميع كمدافع صلب عن قيمها و أهدافها و كل ذلك هو ضمن الخطة الموضوعة للإيقاع بقائد هذه الجمعية و من يتبعه أما بحال كان المستهدف لديه نقطة ضعف أخرى كالجنس مثلا فتختلف الخطة و أسلوبها و يتم التدقيق على شكل المرأة التي يفضلها المستهدف بحال كان رجلا و العكس بالعكس أما الأشخاص الحاقدون على مجتمعهم لسبب أو لأخر فهم غالبا ما يفصحون عن هذا العداء و بصورة مباشرة أو غير مباشرة كذلك الأشخاص المدمنين على القمار أو المخدرات و الكحول فهؤلاء هم عادة هدف سهل لأجهزة المخابرات.
بدء التجسس الفعلي
قد تستمر عملية استجلاب المعلومات من المستهدف زمنا طويلا في بعض الحالات دون أن يتم طلب المعلومات منه مباشرة في حال كان المستهدف ثرثارا أو مصابا بعقدة حب الظهور و يعاني من تضخم في الأنا وهذه نقطة ضعف إنسانية خاصة بقسم كبير من الأشخاص في مجتمعنا فالتبجح الفارغ و ادعاء الأهمية نقطة ضعف خطيرة جدا و تتداخل مع كل ما يفعله الفرد أو يحبه أو يكرهه بدءاً البطون و ما دون البطون و انتهاء بقيادة السيارات بسرعة متهورة و محاولة التدخل في أي حديث أو موضوع هو عادة قد يسهل استحرار صاحبها ليصبح عميلا غير مباشر تلقى أمامه قشرة الموز كما يقال و هؤلاء يخدمون التجسس بصورة فعالة و لا تثير الشبهات.
بحال تقرر مصارحة العميل بطلب التجسس المباشر غالبا ما تكون هناك خطة جاهزة لتصفية العميل بحال رفض و هدد بإبلاغ السلطات و بالطبع فهو تحت مراقبة غير مباشرة ترصد كافة تحركاته و اتصالاته و في أغلب الحالات فبعد انتهاء فترة التجسس غير المباشر و التي تحفل بوثائق متعددة قد من الصعب على العميل أن يتملص من الفخ و سوف يجد نفسه مجبرا بدافع الخوف من العقاب من السلطة في بلده على الاستمرار في التعامل خاصة أن المجتمع الشرقي بصورة خاصة لا يستطيع أن يتقبل وجود شخص يحمل وصمة من هذا النوع و إن برأته أجهزة السلطة و القضاء.
يتم تدريب العميل على استخدام أجهزة التقاط الصور و التسجيل في دورات خاصة و كذلك أجهزة الاتصالات اللازمة لعمله و من الضروري ملاحظة أن التعليمات الخاصة باستخدام بعض هذه الأجهزة قد أصبحت أكثر سهولة مما كانت عليه في الماضي أما الشيفرة المتعارف عليها فهي غالبا ما تكون مأخوذة من واقع الحياة اليومية بحيث يسهل تعلمها و كما أنها لا تثير الشبهات بعض من تم تجنيدهم من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية تعلموا أيضا اللغة العبرية في دورات خاصة أقيمت لهم و عدد منهم قد زاروا بعضا من مقرات المخابرات الإسرائيلية لكن لم يطلع أحد من هؤلاء على أية معلومات مهمة تقريبا من داخل جهاز المخابرات الإسرائيلية.
تجري كل مدة و مدة اختبارات للجواسيس بحيث يتم التحقق من ولائهم بما فيها استخدام أجهزة كشف الكذب و طلب معلومات متوفرة لدى المخابرات الإسرائيلية موثوق من دقتها فمثلا طلب من أحد العملاء في الإسكندرية تقديم كشوف أوقات وصول بعض السفن الحربية و هو أمر يسهل التيقن منه بواسطة الأقمار الصناعية أو عملاء آخرين و بالطبع فلو فشل هذا العميل في ذلك فمعنى ذلك أنه غير قادر على الدخول الى منطقة الميناء الخ من الأساليب المختلفة.
ماهية المعلومات المطلوبة من العميل
o معلومات عامة عن الأقارب الأصدقاء والزملاء والعسكريين منهم و كذلك الذين يعملون في أجهزة الأمن كما تطلب معلومات عن زملاء العمل و هذه المعلومات تتبع غالبا الغرض الأساسي من تجنيد العميل و تخدم مهمته الأساسية فصاحب مطعم تزوره الشخصيات الهامة مثلا تختلف مهمته عن صاحب مطعم بجوار قطعة عسكرية أو معمل لمشتقات النفط و هي بعيدة تماما عن مهمة عميل يعمل خياطا نسائيا مثلا.
o معلومات خاصة عن تحركات الوحدات العسكرية على سبيل المثال أو عن تدريبات تقوم بها كذلك منشآت جديدة أو أسلحة جديدة وردت إليها أو المتعاقدون المدنيون الذين يوردون أية مستلزمات يتطلبها الجيش أو محروقات و خلافه و قد يطلب الى العميل الذي يدخل المواقع العسكرية أن يقوم بتصوير نقاط معينة بواسطة الأجهزة الخاصة التي يتم تزويده بها.
o معلومات عامة عن واقع البلد و المجتمع و حتى نوعية النشاطات الاجتماعية الدارجة أو التي يمكن ترويجها و بالطبع فهذا يدخل ضمن نطاق التجسس غير المباشر و بحال كان هناك نشاط اجتماعي أو اقتصادي جديد بدأ ينمو في المجتمع فمن السهل تأسيس شركات بريئة تبدو كأن لا علاقة لها إطلاقا بنشاطات التجسس و بالتالي تكون غطاء لأي عملية يتوجب تنفيذها.
o معلومات خاصة عن كيفية اتخاذ القرارات و تفاعلها مع الفقرة السابقة فهي عامل حاسم في تأسيس أية تغطية لازمة للعمل كما إن التدمير غير المباشر لأي مجتمع هو أسهل بكثير من حالة الحرب المفتوحة و المعلنة و يتم ذلك عبر حرب نفسية مباشرة وغير مباشرة و بزرع نشاطات هدامة كالمخدرات و القمار و الدعارة الغير مباشرة و حتى يمكن القول أن البضاعة المغشوشة و الفاسدة و تسويقها عبر مسئولين يتم إغراؤهم بأرباح خاصة لهي أكثر نشاطات المخابرات الإسرائيلية بما فيها صناعة أفلام دعائية مبتذلة تساهم في تحطيم المعنويات و تثير مشاكل متعددة و إذاعة قصص مغلوطة وكاذبة و الترويج لأفكار حول الديمقراطية في حالات كثيرة كانت غالبا جزءاً من عمل إسرائيلي قادته المخابرات الإسرائيلية بما فيها إصدار كتب تتحدث حتى أحيانا عن المخابرات الإسرائيلية و تثير تعاطفا و إعجابا مع رجالها و تصورهم أبطالا لا يقهرون و عادة ما نجد بعضا من أفراد المجتمع يثرثرون و يكررون هذ1ه الروايات المبرمجة مدعين لأنفسهم امتلاك ناصية العلم و الثقافة.
الأساليب التقنية المتقدمة
الاستطلاع الجوي و الفضائي كتصوير عادي أو تلفزيوني و اسرائيل لديها كافة امكانيات حلف شمال الأطلسي في هذه الناحية كما لديها ثلاثة أقمار صناعية خاصة بها ترصد الجبهة السورية أساسا و اللبنانية.
تقوم الأقمار الصناعية برصد كافة أنواع الاتصالات فضلا عن وجود قاعدة خاصة في النقب تتنصت على كافة الاتصالات و تقوم بتحليل كافة الشفرات التي ترد إليها كذلك قاعدة أخرى في الجليل.
المراصد المباشرة التي ترصد كافة تحركات القوات العسكرية و قد كان من أبرزها مرصد جبل الشيخ و الذي يسميه البعض بعين الدولة الاسرائيلية وقد كان ذلك سببا رئيسيا لاستهدافه في حرب73.
الطائرات بدون طيار و كانت قد أنتجت منذ زمن بعيد و لها فعالية كبيرة نظرا لصعوبة اكتشافها بواسطة الرادار و قد أقيمت لها حملة دعائية تفوق قدراتها الحقيقية لكنها تبقى مصدرا فعالا للمعلومات كذلك المناطيد.
كافة سفارات حلف الأطلسي لديها تعليمات بوضع إمكانياتها في التجسس و التصنت في خدمة المخابرات الاسرائيلية و هذه السفارات لديها برامج و أجهزة تتنصت على كل ما يجري و كل ما تحصل عليه من معلومات يرسل بعد تحليله الى أجهزة المخابرات الاسرائيلية.
الأجهزة المزروعة في بعض الأماكن لالتقاط الاتصالات و التصوير قد أصبحت أقل استعمالا بسبب تعرضها للانكشاف و بالتالي فهي قد تستخدم لخداع المخابرات الاسرائيلية نفسها لكنها تظل واردة الاستخدام.
الطائرات المدنية و كذلك ناقلات الترانزيت التي تمر كما يتصور البعض مرورا بريئا لكنها مزودة بأجهزة خاصة و من المفترض أن تلتزم هذه الناقلات مسارات محددة لكن وظيفتها رصد المتغيرات الاقتصادية و الديموغرافية وليست بوارد التقاط المعلومات العسكرية التي تترك عادة للمنظومات التي سبق ذكرها عادة و هذه المعلومات تساهم في توضيح الصورة العامة لأي مجتمع أو دولة فعلى سبيل المثال لقد فشلت كافة أجهزة الرصد المختلفة في اكتشاف وجود صواريخ سام-6 مثلا لدى سورية قبل حرب 1973 لكنها كانت قادرة على ملاحظة ارتفاع نسبة استهلاك المحروقات و بالتالي فقد تصورت أن ضرب هدف مدني كمستودعات النفط قد يحدث تأثيرا سلبيا على أداء المجتمع بأكمله أثناء الحرب.
أنتجت الطائرات دون طيار لخدمة الاستطلاع أساساً
هاربون هي أحدث طائرات من دون طيار من إنتاج اسرائيل
الأقمار الصناعية تخدم إسرائيل منذ الستينات
ما العمل في مواجهة التجسس الاسرائيلي؟
— نقطة الضعف الأساسية في كل ما تملكه أو تفعله أجهزة المخابرات الاسرائيلية هو في كونها ستحتاج أخر الأمر الى الاتصال بعنصر بشري عربي شاءت أم أبت هنا يبدأ الصراع بين جبروت أجهزة المخابرات و إمكانياتها و أساليبها و إغراءاتها و صلابة الإنسان و مدى معرفته بما يجري و فهمه لنفسه و للعالم من حوله.
— السؤال الأول الذي يطرحه أي إنسان على نفسه هو متعلق بمدى الوعي الذي يمتلكه هذا الشخص فكلنا لنا أحلامنا وآراؤنا التي تبدو لنا مشروعة أو طبيعية لكنها غالبا ليست مشروعة وليست طبيعية بل إنها غالبا انعكاس للأنا الغبية و الدنيئة في أعماق أنفسنا فمثلا لئن نظرنا وراقبنا أحد البرامج الدارجة حاليا و التي يستعرض بعض من الشباب فيها مواهبهم كمطربين مثلا فنجد أن الغالبية منهم لا علاقة لها بالطرب أصلا أما لجنة التحكيم فهي متعجرفة و مبتذلة و تفتقر غالبا الى ثقافة حقيقية لذلك فالسؤال الأول هو في مدى واقعية أفكارنا حول أنفسنا و حول العالم المحيط بنا.؟
— السؤال الثاني هو في مدى أهمية الموقع الذي نشغله أو المعلومات التي نعرفها؟ عن كل شيء تقريبا و بالطبع فطبيب أسنان قد يبدو مركزه الاجتماعي مهماً في معرفة من يشكون من مشاكل في أسنانهم من عسكريين مسئولين أو مديرين لكن معرفة الطبيب و خبرته في المعالجة هي ليست واردة على سجل التقييم الذي تبحث عنه المخابرات.
— السؤال الثالث هو في مدى أهليتنا للحصول على أي شيء يقدم لنا أو بمعنى أدق الوظيفة المعروضة علينا مثلا هل نحن جديرون بها؟ أو حتى ان المرأة التي تتحرش بنا هل نحن من مستواها مثلا؟ و المال المعروض علينا هل نستحقه؟ الى غير ذلك من أسئلة علينا أن نكون قساة فيها مع أنفسنا حتى لا نقع ضحية أية خدعة تدمرنا حتى أخر حياتنا.
— هناك تعليق قاس من جانبي ذكرته لصديق لبناني في مناقشة حول الكيان اللبناني و قيمته و مستقبله فقلت له ببساطة عندما سيظهر على شاشة التلفزيون مواطن لبناني يقول بأنه قد عرض عليه مبلغ كذا أو مكافأة كذا مقابل عمل تخريبي أو تجسسي و أنه رفض أن ينجر الى عمل دنيء كهذا و أبلغ الأجهزة المختصة فعندها تبدأ بالحديث عن كيان سيد و مستقل و غير ذلك من الشعارات فمن الضروري تربية نوع من حس المسئولية لدى المواطن.
كيف تقاوم عملية التجنيد؟
أفضل ما تفعله اجتماعيا هو تجنب الحديث نهائيا عن عملك وبراعتك فيه خاصة إذا كنت عسكريا أو تشغل مركزا عاليا أو حساسا خاصة أمام الغرباء و في الأماكن العامة.
فكر جيداً قبل أن تجيب على أية أسئلة حول عملك و من هو السائل لتقرر هل ذلك يبعث على الشك.؟
تفحص جيدا مكان عملك و احرص على أن تكون ملفاتك التي تحتوي معلومات حساسة محفوظة عن أيدي زوار مكان عملك و أن تغلق بإحكام على كافة الأختام الرسمية المسئول عنها.
بحال لاحظت أن أحد أفراد أسرتك أو زملائك أو أصدقائك ينفق عن سعة راقب ذلك خاصة إذا عرض عليك مبلغ من المال دون مبرر مقنع.
تعدد العلاقات النسائية أمر مرض لغرور الرجل و العكس صحيح لكن عواقب ذلك قد تكون خطيرة أما بحال كان الطعم في سبيل التجسس فهو كارثة لك و لأفراد أسرتك و لبلدك.
عند التعرف على أصدقاء جدد من ذوي الثروات احرص على معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عنهم و لا تجازف فتربط مستقبلك بهم بسرعة بحال عرض عليك مركز أو وظيفة أو فرصة سفر الى دولة أجنبية أو مبلغ من المال لتأسيس شركة بل ادرس كافة خطواتك فالكارثة لا تقع إلا مرة واحدة في الحياة.
الانترنت ساحة ممتازة للتجنيد فكن حذراً من إعطاء معلومات عن نفسك أو التقدم الى وظائف مغرية أو التعرف الى أصدقاء فأنت لا تعرف شيئا مؤكدا عمن تتخاطب معهم أفرادا أو هيئات و شركات أو خلافه.
في حال تيقنت لأي سبب أن ما يعرض عليك له أسباب مشبوهة ” لا تبادر بالرفض العلني“بل عليك أن تتظاهر بالقبول و من الأنسب أن تدعي أن لديك من يمكنك تجنيده خاصة بحال كنت تشغل مركزا حساسا.
يفضل أن تدون كل ما تعرفه و كافة شكوكك و أدلتك ( إن وجدت ) و تحفظ ذلك في مكان أمين لا يستطيع من يحاول تجنيدك الوصول إليه.
في حال شككت بكونك تحت المراقبة الجأ الى طريقة البلاغ الغير مباشر كأن تطلب من صديق قديم الذهاب الى مركز الأمن و ترتيب لقاء بحيث لا تذهب إليه مباشرة.
حضر لنفسك خطة احتياطية بحال فشلت محاولتك للاتصال بجهاز مكافحة التجسس.
هيئ معنوياتك لمواجهة الأسوأ فقد تكتشف أن أحد أقربائك أو أصدقائك أو زملائك جزء من شبكة العملاء.
لا تستخدم الهاتف نهائيا للحديث عن موضوع كهذا مع أحد أو لاستشارة صديق حوله فالهاتف قد يكون مراقبا.
التعليمات التي ستقدم إليك من جهاز الأمن المختص بمكافحة التجسس يجب الالتزام بها بحذافيرها فهي المصدر الوحيد للحفظ على حياتك أنت وأفراد أسرتك.
تجنب استخدام الأسلحة إلا بحال تلقيك تعليمات خاصة بذلك من جهاز الأمن فالهدف هو القبض على الجواسيس أحياء.
ماذا سيطلب منك جهاز مكافحة التجسس؟
البلاغ الذي قدم من قبلك سيدرس فورا و بطبيعة الحال فالتحقيق الداخلي الذي سيجري و كذلك عملية المراقبة ستأخذ وقتا فليس بالضرورة أن تحدث استجابة فورية لما تقدمت به.
لئن ثبت أن شكوكك صحيحة فجهاز الأمن ستكون تعليماته غالبا مسايرة المشتبه بهم و ذلك بانتظار الفرصة المناسبة للقبض على أفراد الشبكة.
غالبا ما سيقوم جهاز الأمن بتزويدك بمعلومات و سيطلب منك تمريرها الى المشتبه به كما سيطلب منك أن تتابع التظاهر بعدم معرفتك لما يحدث و تتابع التصرف بصورة طبيعية.
قد يطلب منك جهاز الأمن أن تتابع هذه العملية و بالطبع فهذا ليس قطعيا لكنه احتمال وارد و عندها تخضع لتدريب تفصيلي على دورك في مكافحة التجسس.
قانون المخابرات هو الصمت و ليس الثرثرة و حب الظهور فحتى بعد انتهاء العملية و اعتقال العملاء لا تتحدث لأي كان عن دورك في ذلك حفاظا على سلامتك أنت و أفراد أسرتك.
غالبا ما لا يتم كشف دورك حتى لو تعرض العملاء للمحاكمة العلنية و قد يجري الحديث عنه ضمن نطاق تدريب العاملين في جهاز مكافحة التجسس.
تذكر دائما أن الحذر هو فاتحة كل الانجازات و التسرع هو عدو النجاح.
الغرور هو القبر الحقيقي لأي إنسان و هو فاتحة الضياع و الفشل.
البطولات الجيمسوبوندية و السينمائية لا وجود لها في عالم المخابرات بل هي من اختصاص فرع خاص هم مغاوير المخابرات و هم قسم محدود جدا ضمن أقسام المخابرات.
بحال كنت مؤهلا لدور أكثر تقدما فأجهزة المخابرات ستؤهلك للعب هذا الدور عبر دوراتها الخاصة.
شهداء المخابرات هم كالجندي المجهول لا أحد يعرفه و لا أحد يذكر أسمائهم خارج أجهزة المخابرات مع حصول عائلاتهم على كافة امتيازات الشهداء من العسكريين.
الطموح الشخصي مشروع في كافة نواحي الحياة لكنه خارج السياق كليا في عمل المخابرات.
أخيرا تذكر دائما أن المخابرات هي درع خفي و سيف خفي و مسئولية مكافحة التجسس تبدأ منك أولا و أخيراً.