أكد الأستاذ موسى السماك أحد قادة حركة حماس بالمحافظة الوسطى على أن حماس في ذكرى انطلاقتها الثالثة والعشرين متمسكة بثوابت شعبها ، وترفض التنازل عن معالم قضيتها ، وهي متمسكة بالجهاد كسبيل أساسي لتحرير فلسطين .
وشدد السماك على أن حماس ضحت بقادتها في سبيل الله ونصرة لقضية فلسطين ، وهي مستعدة بالتضحية بالمزيد من أجل الهدف الذي رحل عليه قادتها الشهداء ، ومن أجل استعادة المقدسات التي سلبت ، والأراضي التي نهبت ، والبلاد التي احتلت ودنست منذ عشرات السنين .
ومع حلول انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس الثالثة والعشرين ، أجرى مراسل القسام حوار خاص مع القائد السماك ، اطلع خلاله على خفايا هذه الانطلاقة ، والظروف التي صاحبتها ، وأهم المستجدات على الساحة الفلسطينية ، واليكم نص الحوار :
- كيف نجحت حركة حماس في التغلغل داخل صفوف الشعب الفلسطيني ؟
بداية عطاء حركة حماس مستمر ومتواصل خلال الثلاثين عاما الماضية على كافة المستويات ، وخاصة الجهاد في سبيل الله ، الذي بفضله جعل لها هذا السيط داخليا وعالميا .
كما أن المتابع لاستطلاعات الرأي داخل وخارج فلسطين يرى أن حماس أمل الأمة في النهوض مرة أخرى ، وهو السبيل الوحيد لإعادة القضية الفلسطينية إلى مربعها الحقيقي ، حيث أننا نرى الفرج قريب ، لأن حماس تمسكت بالجهاد ، وضحت بالغالي والنفيس ، وقدمت أفضل ما لديها من قيادات على مستوى المفكرين وقادة الرأي " الشيخ ياسين ، والدكتور الرنتيسي ، والمفكر المقادمة ، والمهندس أبو شنب ، والقائد العام صلاح شحادة ، والجمالين " وغيرهم الكثير من القادة والجنود في سبيل الله ، لذا أنا شخصيا لا أرى حركة قدمت لفلسطين وضحت مثل ما قدمت حماس ، ومن الطبيعي أن تلقى هذا التأييد الجماهيري الواسع ، وتجمع نحو نصف مليون شخص في مهرجان انطلاقتها السنوي .
- ما هي الأجواء التي ساعدت على انطلاق حركة حماس ؟
لو عدنا للماضي سنجد أن حركة حماس امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين ، وفي الربع الأول من القرن الماضي تعرضت حركة الإخوان لظروف قاسية ، من ملاحقات أمنية خلال العهد المصري ، وبعد حرب عام 1967 كانت مرحلة الإعداد الحقيقي التي وصلت في ذروتها بالإعداد الداخلي ، وفي الربع الأخير من القرن الماضي برزت مجموعة من المؤشرات التي تشير إلى توجه الناس بشكل كبير نحو الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي على أرض فلسطين منها :
- اشتعال انتفاضة الحجارة عام 1978 ليس كرد فعل على حادثة المقطورة ، بل كانت القضية الفلسطينية تمر بأزمة حقيقية ، خاصة بعد تنكب منظمة التحير للمقاومة ، واتجاهها نحو تحقيق السلام مع الاحتلال الصهيوني .
- كان من الضروري أن يتصدى للاحتلال وأعوانه أناس شرفاء ، يحاربوا الفساد ، ويدافعوا عن قضيتهم ، فكانت ردة الفعل أن ينتفض الحمساوي على الواقع ، ويدافع عن قضيته العادلة .
- كما أن حالة الفساد الاجتماعي التي سادت بين أبناء شعبنا ، والذي كان سببه فتح باب العمل داخل أراضينا المحتلة ، الأمر الذي جعل احتكاك مباشر مع العدو ، مما أثر سلبا على حالة الأخلاق داخل المجتمع ، وكان لا بد من تغيير هذا الواقع الفاسد ببروز حركة إسلامية تحارب الفساد وتنشر الأخلاق .
- وجود الجامعة الإسلامية كنواة للعمل الإسلامي الأكاديمي ، مما أثر باتجاه أسلمت المجتمع ، وأثرت بشكل كبير على تغيير وجه قطاع غزة ، من خلال تخريج المئات الذين تعلموا فيها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف .
- ظهور ظروف سياسية عامة ، واقتصادية صعبة ، واجتماعية داخلية ، وثقافية .
لذا كان انطلاق حركة حماس من حالة الضعف إلى الواقع ، وإعلان الانطلاقة والمشاركة الفاعلة لحماس ، ومن خلال إشعالها لانتفاضة الحجارة ، التي غيرت مسار القضية ، وجعلتها نموذجا يحتدا به في كل بقاع الأرض .
- كيف برز دور حماس في انتفاضة الحجارة عام 1987 ؟
الانتفاضة الأولى نجحت في إبراز دور حركة حماس داخليا وخارجيا ، وبرزت شخصية حماس على الواقع ، وكانت المقدمة للانتفاضة الثانية التي تعتبر الانتفاضة المسلحة لتحرير فلسطين ، كما أن انطلاق حركة حماس كان في خضم انطلاق انتفاضة الحجارة ، وكانت حماس مشعل الانتفاضة ، ووقودها الذي ساهم في انتشارها وإعلاء قضية فلسطين .
- ما هو التاريخ الحقيقي لوجود حماس على أرض فلسطين ؟
يعتقد الكثير من الناس أن وجود حماس على أرض فلسطين بدأ بتاريخ 14-12-1978 ، لكن الحقيق أن حماس امتداد طبيعي لحركة الإخوان المسلمين ، وتاريخ 14-12 يمثل انطلاقة جديدة للعمل الإسلامي في فلسطين ، وهو تاريخ نفتخر به لكنه ليس الامتداد الحقيقي لوجودنا على أرض فلسطين .
- ما هي رسالة حركة حماس في ذكرى انطلاقتها الثالثة والعشرين ؟
نحن نمد أيدينا لأبناء شعبنا ، ونشاركه كل أحواله ، فنحن جزء منه ، نشعر به ونهتم بقضاياه ، فنحن منهم واليهم ، والمستقبل بإذن الله لنا ، لأننا نحن أصحاب القضية العادلة ، وقريبا سنصلي جميعا في مسجدنا الأقصى المبارك .
كما نوجه رسالة للاحتلال بأنه جرب حماس خلال سنوات الصراع المتواصلة ، ويعلم جيدا بأننا أصحاب عزيمة قوية لا تضعف أو تلين ، فالحرب لا تخيفنا بل هي جزء من عقيدتنا ، ونحن نتبنى الجهاد سبيلا ، وندفع بأنفسنا وأموالنا في سبيل الله ، ونحذر الاحتلال من غضب حماس الذي لن يسلم منه كل معتد آثم .
- ما هي رسالتك لكتائب القسام في ذكرى الانطلاقة ؟
كتائب القسام تاج رؤوسنا وعنوان كرامتنا ، وهي الرافعة الحقيقية للقضية الفلسطينية ، والعالم ينظر إليكم نظرة احترام وتقدير ، ونحن نعتبر أنفسنا جنود في كتائب القسام ، فتمسكوا بجهادكم الذي هو رمز عزنا وعزكم ، وكونوا على يقين بأن النصر حليف المؤمنين الصابرين ، وسيكون اليوم قريبا الذي سيدخل فيه جيش القسام بيت المقدس محررين له بإذن الله .