غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
في ظل تصاعد الهجمة الصهيونية ضد قطاع غزة، وتأكيد الفصائل الفلسطينية المقاومة على أن احترامها للتهدئة مع العدو مرهونة بطبيعة السلوك الصهيوني، وأنها سترد على كل تصعيد من قبل الاحتلال فورًا، يتساءل المتابع الفلسطيني والعربي، لماذا تعلن الفصائل التهدئة في ظل تواصل العدوان الصهيوني؟ وهل يعتبر ذلك ضعفًا أم تكتيكًا في المواجهة مع الاحتلال؟
مختصون في الشأن الفلسطيني، أكدوا أن إعلان الفصائل للتهدئة جاء من موقف قوة، فهي أصبحت اليوم قادرة على الوصول للكثير من الأهداف الصهيونية وضربها في نقاط حساسة، مشيرين في أحاديث منفصلة لـ" المركز الفلسطيني للإعلام" أن التهدئة جاءت للمحافظة على أمن واستقرار أبناء شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة.
المعادلة تغيرت
الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة يؤكد أن "إجماع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة على التهدئة جاء من موقف قوة وندية للاحتلال، وليس كما يعتقد البعض أنه جاء من ضعف، وصحيح أننا نتألم، ولكننا بتنا اليوم نؤلم العدو أيضًا، والدليل أن أكثر من 120 ألف طالب صهيوني عادوا اليوم إلى مقاعد الدراسة على ضوء قرار التهدئة".
ويتابع في تصريح خاص لـ" المركز الفلسطيني للإعلام": "معادلة الفصائل اليوم اختلفت عن السابق، فهي قائمة حاليًا على قاعدة (تقصفونا نقصفكم تؤلموننا نؤلمكم)، لافتًا إلى أنها تهدئة وضعتها الفصائل بشروطها وليس بشروط العدو".
وبخصوص خروقات الاحتلال، أشار أبو شمالة إلى أن كافة الفصائل المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تلك الخروقات، مؤكدًا أن الرسالة والدرس الذي ستوصله للعدو مفادها أن الاعتداء على المقاومة وأمن المواطن الفلسطيني سيجابه بالرد.
واستطرد: "قادة الكيان وعلى لسان أكثر من مسؤول حذروا من الانجرار في حرب مع حركة حماس، لما لها من آثار سلبية على دولة الاحتلال"، لافتًا إلى أن المتغيرات والثورات العربية أحدثت نقلة نوعية في المزاج المقاوم الفلسطيني، وأثرت سلبًا على النفسية الصهيونية.
تغيير قواعد اللعبة
بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي يوسف إبراهيم أن التوافق الوطني الفلسطيني على التهدئة جاء في وقته وزمانه، وخصوصًا في ظل التغييرات التي تشهدها الساحة العربية.
وقال في تصريح خاص لـ" المركز الفلسطيني للإعلام": "إن كثيرًا من المراقبين كان يخشى من أن يستغل الاحتلال الصهيوني هذه الثورات للتفرد بغزة، وأن يوجه لها ضربة عسكرية، لذا فاتفاق الفصائل على رأي معين كان ضرورة ملحة، وشيئًا إيجابيًّا لمصلحة الشعب الفلسطيني".
ونوّه إبراهيم إلى أن الممارسات الصهيونية ضد غزة تأتي ضمن برنامج صهيوني مقصود بهدف معرفة قدرات المقاومة الجديدة، وخصوصًا خلال فترة الفراغ الأمني الذي شهدته منطقة سيناء ومصر أثناء الثورة المصرية وبعد رحيل مبارك. مشيرًا إلى أن الاحتلال يريد أيضًا تثبيت قواعد لعبة جديدة مع الطرف الفلسطيني قائمة على أساس أنه يحق له ضرب غزة دون أن تمارس المقاومة دورها في الرد الطبيعي عليه.
وشدد المحلل السياسي على أن "المقاومة لن تسمح له بذلك، فهي تحاول تغيير قواعد اللعبة لصالحها، وفرض قواعد جديدة مبنية على أساس أن لها الحق في الرد على مجازر الاحتلال". مؤكدًا أن نجاح المقاومة في ذلك يعني أن المعادلة أصبحت متوازنة.
جدير بالذكر أن 12 مواطنًا فلسطينًا استشهدوا، وأصيب 45 آخرون غالبيتهم من الأطفال والنساء، جراء الغارات الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة خلال الأيام العشرة الماضية.