أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن الأمن في قطاع غزة على درجة من الضبط والسيطرة، مشددًا على أن "أي أيادٍ عابثة لن تتمكن من النيل من الأمن، وأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، فهذه ورقة قد طويت".
وقال هنية: "حماس لن تفرط بالثقة التي أعطاها إياها الشعب الفلسطيني
"، في إشارة إلى فوزها بالانتخابات التشريعية الثانية عام 2006.
وجاء حديث رئيس الوزراء في كلمة له خلال حفل إصدار كتاب "الشهيد الهمام.. سعيد بن محمد صيام" في مسجد فلسطين بمدينة غزة بعد صلاة الجمعة مباشرة، حضره أيضًا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، والقيادي في حركة حماس خليل الحية وأعضاء الوفد الكويتي الذي يزور غزة وشخصيات اعتبارية.
وعدّد هنية في كلمته مناقب وزير الداخلية السابق الشهيد سعيد صيام، مؤكدا أنه استطاع بناء أجهزة أمنية وطنية بعقيدة وطنية "أغاظت الاحتلال الإسرائيلي فقرر استهدافه".
وأشار إلى أن المقالات والكتب والخطب لا يمكن أن تحتوي حياة الوزير الشهيد بمحطاتها ومراحلها وجهاده وعظمته وما شكل من حالة إيمانية جهادية قيادية.
وقال: "إن تحدثنا عن صيام فإننا نتحدث عن ظاهرة قيادية استثنائية لا تختبئ خلف شعبها ولا تعمل من وراء المكاتب، إنما قيادة تتقدم شعبها وجندها وتضحي بروحها في سبيل الوطن".
وخاطب روح الوزير الشهيد بالقول: "لقد كنت سباقا في الإبعاد، وسباقا في السجن، وسباقا في الإعداد والاستعداد، وأخيرا سباقا في الشهادة في سبيل الله تعالى".
وتابع "ربما انتهى الشيخ سعيد من الحياة الدنيا، لكنه لم يغادر المرحلة أو القلم أو العقل أو العلم أو تفاعل الأحداث، فالأحداث والإنجازات التي نعيش في سياقها الأمني والسياسي لأبي مصعب سبق كبير".
وأكد على أن حركته لن تتنازل عن نهج الشيخ في المقاومة والجهاد، ولن تفرط بالثوابت الوطنية ولن تسقط لواء المقاومة ولن تتخلى عن مسئوليتها.
وقال: "حماس أصبحت في قلب القضية وصنعت تاريخا يجب أن يبنى عليه، لذا فهي لن تغادر مواقعها التي جبلت بدماء الشهداء".
وفي ختام كلمته، حيا رئيس الوزراء أرواح قادة الأجهزة الأمنية الذين قضوا خلال الحرب الأخيرة على غزة، وذكر منهم القائد العام لجهاز الشرطة اللواء توفيق جبر وقائد جهاز الأمن والحماية العقيد إسماعيل الجعبري، كما حيا أرواح شهداء الشعب الفلسطيني وأسراه وجرحاه ومعاقيه.
وفي كلمة عائلة الشهيد، أكد غسان صيام شقيق الشهيد الوزير على عظمة الشهيد التي كان يتحلى فيها في حياته وبعد شهادته، مؤكدًا أنه صقل بفعل معايشة القادة الكبار، وواجه بكل قوة الابتلاءات والمحن التي واجهته على مدار تاريخه.
وشكر شقيق الشهيد مؤسسة إبداع للأبحاث والدراسات على إصدار الكتاب، مؤكدًا أن سيرة الشهيد العطرة تستحق مثل هذا الإنجاز.
ويتشكَّل كتاب "الشهيد الهمام.. سعيد بن محمد صيام" من 8 فصول، يتحدث الأول عن المولد والنشأة والثاني عن أهمية العلم في حياة الشيخ، والثالث عن المسيرة الحركية للشيخ.
كما يتحدث الكتاب في فصله الرابع عن التجربة الأمنية لدى الشيخ صيام، والخامس عن السمات الشخصية للشيخ لشهيد، فيما تناول الفصلان السادس والسابع الحديث عن قرارات صيام الجريئة وتجربته الوزارية ومرحلة الشهادة في سبيل الله.