السلام عليكم ......
علاقة العبد مع الله تتأرجح بين أحد احتمالين اثنين لا ثالث لهما:-
* أن تكون خالصة لوجه الله، مقصودا بها رضاه لا شريك له.
* وإما أن تكون العلاقة قسمة بين الله وبين خلقه.
وإن الموفق من العباد هو من :
ينسى وجود العباد؛ ويتمثل دائما وجود رب العباد؛
وهذا هو الإخلاص المطلوب، أن ننسى كل مخلوق ونذكر الخالق جل وعلا.
ولا شك أن كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، والذي خلق الإحسان هو الذي أوجد المعصية،
ونحن نتعرض لاختبار، فمنا من ينجح في الاختبار ومنا من يبتلى بالفشل...
فكيف يجب أن تكون علاقة العبد مع الله في سائر أعماله؟!
إن علاقة العبد مع ربه ومولاه يجب أن تقوم على ركنين أساسيين وهما:-
* كمال الطاعة.
* كمال الحب.
وهي أقرب إلى معادلة صاغها الإمام ابن القيم رحمه الله، ونحن نلخصها على هذا النحو:
( كمال الطاعة لله + كمال الحب لله = كمال الإيمان بالله )
ومعنى هذا أن علاقة العبد بربه تقوم على إفناء العبد نفسه في خدمة سيده ومولاه، مع حبه الشديد له،
ورغبته الأكيدة في نيل رضاه واجتناب غضبه وسخطه.
ـــ والإنسان في علاقته مع الناس في الدنيا، يكون على حال واحد، فإنه
إن أحب إنسانا لا يخافه، وإن خاف منه فإنه لا يحبه، فالعلاقة هنا عكسية.
ـــ أما في علاقته مع ربه سبحانه وتعالى فإنه يحبه ويخافه في وقت واحد، بل إنه
كلما ازداد حبه لله وطاعته له كلما ازداد خوفه منه، وحرصه على ألا يعصاه،
وكلما ازداد خوفه من الله كلما علا في منازل المحبين له سبحانه، فالعلاقة هنا طردية.
ومن ثم فإن علاقة العبد مع ربه يجب أن تقوم على ركني الطاعة والحب،
وهما شطري (العبودية) التي هي الوجه الآخر للربوبية.