كشف المستشار الخاص للرئيس الراحل ياسر عرفات بسام أبو شريف النقاب عن نتائج بحث- دام شهورًا- حول نوع السم الذي استخدم في اغتيال عرفات.
وقال أبو الشريف في بيان وزعه مكتبه: إن "هذه النتائج قد جرى تأكيدها من كبير خبراء السموم الجنائية في انجلترا".
وأوضح أن السم يدعى " ثاليوم" "THALIUM" وهو سم غريب وغير متداول ويصعب اكتشافه أو اكتشاف أثاره أو مقدماته، وهو سائل لا لون له ( شفاف) ولا رائحة ولا طعم.
وتوفي الرئيس الراحل ياسر عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 عن عمر 75 عامًا في مستشفى كلامار العسكري قرب باريس.
وقضى عرفات بعد صراع مع المرض، بعد أن حاصره الجيش الإسرائيلي في مقره برام الله بالضفة الغربية على مدى أكثر من عامين.
وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفًا عامًا وتقلبًا في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني.
وذكر أبو الشريف أن هذا السم مستخرج من عشبة بحرية نادرة وأنه يمكن وضعه دون ملاحظة في الماء وفي الأكل أو حقنه من خلال إبرة في شريان وعروق أو جلد إنسان.
وقال إن خبراء السموم البريطانية والأوروبيين يجهلون هذا السم، إلا أن المتخصص في البحث الجنائي المتعلق بالقتل بالسم تعرف على هذا السم وأنه شديد الفاعلية ولا يمكن لأي ترياق أن يوقفه بعد مضي خمس ساعات على حقنه أو تناوله.
وأكد أن الخبير الذي أجرى البحث أكد أن هذا السم يعمل ببطء على تدمير أجهزة الإنسان الداخلية واحدة تلو الأخرى ( الكبد – الكلى – الرئة – ثم الدماغ ) إلى أن يقضي على الإنسان.
وأشار إلى أن الفترة الزمنية لقتل الإنسان بهذا السم تختلف من شخص لأخر استنادا لبنيته وعمره وقدرة أجهزته على الصمود، وهذه الفترة تتراوح بين شهرين إلى ثمانية شهور مما يعطي فرصة للجناة أن يبتعدوا عن موقع الجريمة.
وتدهورت الحالة الصحية للرئيس عرفات تدهورًا سريعًا في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2004، قامت على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004.
وقد أعلن التلفزيون الإسرائيلي في 4 نوفمبر 2004 نبأ موت الرئيس عرفات سريريًا وأن أجهزته الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الإلكترونية لا عن طريق الدماغ.
وبعد مرور عدة أيام من النفي والتأكيد على الخبر من مختلف وسائل الإعلام، تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.
أعراض المرض
وقال الخبير في تقريره إن الأعراض تبدأ بالشعور بالغثيان والضعف وإن هذه الحالة تستمر في الفترة الأولى للسم دقائق وتختفي ثم تعود وهكذا، لذلك يبدو الجسم أحيانا في غاية الضعف ثم يستعيد حيويته لفترة من الوقت.
وأضاف أن الضحية تشعر بالوهن المتزايد والدخان أكثر فأكثر مع مرور الوقت ويبدأ ( لدى الرجل ) تساقط شعر الساقين أولا ويمتد إلى أعلى، إلى أن يصل لتساقط شعر الرأس في الفترات النهائية.
وتفقد الضحية شهية الأكل تدريجيا ويبدأ الجسم بالضعف والانحلال، ثم يصاب بالرجفان وعدم القدرة على الوقوف إلا للحظات. وتنتهي الضحية عندما يفقد الدماغ غذاءه من الدم.
وأكد الخبير أن تكسر كريات الدم الحمراء وعدم قدرة الجسم على إنتاجها هي السبب الرئيسي والأساسي لموت الضحية وهذا الفقدان هو الذي يدمر الأجهزة الداخلية ودماغ الضحية.
وبين أن أسرع الطرق لتسميم الضحية هو خلايا الذوق الموجودة في اللسان إذ يتسلل الثاليوم عبرها بسرعة نحو الجسم وإن هذا يسهل على الجناة دس السم ( الذي لا لون له ولا رائحة ولا طعم ) في الماء أو المشروبات الخفيفة أو القهوة أو الشاي أو الأكل أو الفاكهة المقشرة أو الخضار المقشر أو الدواء.
واختتم أبو شريف بيانه بالقول: "أضع هذه المعلومات تحت تصرف العدالة الفلسطينية" لنرى ماذا سنفعل بها".